قال تعالى في كتابه العزيز :
{وَعَسَى
أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا
شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا
تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]}.
إنَّ
الإنسان قد يقع له شيء من الأقدار المؤلمة والمصائب الموجعة والتي تكرهها
نفسه ، فربما جزع ، أو أصابه الحزن وظن أن ذلك المقدور هو الضربة القاضية
والفاجعة المهلكة لآماله وحياته ، فإذا بذلك المقدور منحة في ثوب محنة ،
وعطية في رداء بلية ، وفوائد لأقوام ظنوها مصائب ، وكم أتى نفع الإنسان من
حيث لا يحتسب!.
والعكس
صحيح : فكم من إنسان سعى في شيءٍ ظاهره خير واستمات في سبيل الحصول عليه ،
وبذل الغالي والنفيس من أجل الوصول إليه ، فإذا بالأمر يأتي على خلاف ما
يريد ، وهذا هو معنى القاعدة القرآنية التي تضمنتها هذه الآية باختصار.
لقد سئمت
كل الكاذبين الذين يمثلون دور الصادقين وهم منه براء، نعم لَقد سَئِمتُ
كُلَ شَخْصٌ يكْذِبُ ويُمَثِلُ دَوْرَ الْصادق ولكن هل من حَقي أنْ أكْون
من الْسائِماتِ بالْعالم؟؟؟ سؤالٌ يَطْرحَ نَفْسَه وجوابهُ: من الْيوم لن
أسْتَعينَ بِأَحد أبداً فقط سَأْستَعينُ بِرَبي خالِقي هو الْوَحيدْ الذي
يعلم بحالي، سأَصْعَدُ إلى أَعْلى جَبل بالعالم سَأَصْرُخُ بِأعلى صَوْت يا
الله لَنْ أَهْتَمَ لِمَدى عُلوْ صَوْتي ومعْ ذلك شكراً لِكُلِ من تَرك في
قلبي مجالاً لغيره وشكراً لكل صَديق كاذب خائن لكن مع كل هذا أَشْكُرُكَ
يا الله لأنهُ لَنْ يسْتَطيعْ فهمي غَيرك ولَن يَسْمعني غَيْرُك، وهذا ما
تعلمته من الآية السابقة.